نادي الفلسفة، بين دراسة الماضي ومُحاولة فِهم الحاضر

يُعرّف البعض الفلسفة بأنها “حُبّ الحِكمة” والفيلسوف بأنه “المُحبّ للحكمة والباحث عنها”، ويعود أصل كلمة الفلسفة إلى اليونان، فهي كلمة تجمع بين كلمة فيلو “وتعني الحب” وكلمة سوفيا “التي تعني الحكمة“، لذلك تُعرَف عادة بأنها “حُب الحكمة”.

ينظر الفلاسفة إلى الحياة بنظرة عميقة، تبحث عن الأصل وإجابة سؤال “لماذا”. وعلماء الفلسفة كُثر، من اليونانيين ثم سقراط وأفلاطون، ويعقوب الكندي أول فيلسوف مُسلم. لذا من الصعب اختصار علم الفلسفة في مقال سريع يُقرأ بدقيقة. لذا سأعرفكم على نادي الفلسفة المُختص بشرحها بكل جوانبها ومحاورها، ويدرس ما درّسه علمائها.

الفلسفة وأصحابها

هي النظر العقلاني والمُجرد للواقع ككل، أو كأبعاد أساسية للوجود والتجربة الإنسانية. وكما يَقول دكتور الفلسفة زُهير الخويلدي “الفلسفة ليست تقشفًا، فهي ليست مقصورة على أناس معينين. إنها موجودة في كل مكان في الحياة اليومية للجميع، ويمكن أن ترافقنا من أجل مصلحتنا“.

يُقدِّم نادي الفلسفة مَحاور مادة الفلسفة التي تُدرس في مدارس المرحلة الثانوية في تونِس، ويَشرحها شرحًا مفصلًا. كما ويُحلل نُصوص علماء الفلسفة على مر العُصور، مثل ابن خلدون، وإرنست كاسيرر، وجان جاك روسو.

قدّم النادي شرح “محور أشكال العنف“، وعرّف العُنف بأنه “نقيض الرِفق ومَرادف القسوة، وهو كُل ضرر ألحقه الفرد بغيره أو بنفسه، أو ألحقه الغير به“. وذكر شكلين من أشكال العُنف، عنفٌ ماديّ وعُنف رمزي:

• العنفٌ الماديّ: بإلحاق الأذى بالجسد ويمكن معاينته، ابتداءً من نقص التغذية وانتهاءً بالإعدام.
• العنف الرمزيّ: عنفُ لطيف وعذب غير ملحوظ لضحاياه.

الفلسفة الإسلامية

يَطرح مِحور محطات من تاريخ الفلسفة سؤالًا عن دور الفلسفة في الإسلام، وهل يتناسب الفِكر الفلسفي المتوارث عن فلاسفة اليونان القُدامى مع الدين الإسلامي؟ فحسب الإمام الغَزالي، فإن الفلسفة كُفر ويجب قتل مفكريها. وأعلن عن تعارُض الفِكر الإسلامي والفِكر الفلسفي من خلال ثلاث مسائل:

• مسألة قِدم العالم.
• مسألة العِلم الإلهي.
• مسألة البعث.

أما الفيلسوف المُسلم ابن رشد رأى أن الشرع والفلسفة متوافقان ما دامت الغاية واحدة وهي إثبات وجود الصانع. وبذلك فإن الفلسفة لا تتعارض مع الدين الإسلامي، بل ذكر أن الشرع يوجِب الفلسفة ويحُث عليها من خلال الآيات القرآنية والأحكام الشرعية التي تحثُ على التأمل والتفكر في الكون.

دعوة للفلسفة

يَقول نيتشه “إن أفضل هدية تُقدمها لصديقك، هي دعوته لتعلم الفلسفة”، ومن هذا المُنطلق يُشارك نادي الفلسفة عبر التواصل الاجتماعي من خلال فيسبوك، لتقديم حلول الامتحانات ودروس في الفلسفة، ومُشاركات المُنتسبين في لقاءات فلسفية ومواعيدها.

ويُشارك مُختلف الاقتباسات من علماء الفلسفة عبر موقع تويتر، وينشر جديد المقالات المُتنوعة التي تُنشر عبر موقعه.

“لا يمكنني تعليم أي شخص، يمكنني فقط أن أجعله يفكر” سقراط.
مصدر الصورة: نادي الفلسفة عبر تويتر.

شد انتباهي مقال “السعادة في الفلسفة“، الذي عرّف السعادة من وجهة نظر فلسفية، فأغلب الفلاسفة يُعرِّفون السعادة بأنها القُبول بالواقع والامتناع عن الشهوات والرغبات. كما ذَكر الفيلسوف المُسلم ابن مسكويه بأن “الإنسان السعيد هو المُترفع عن الشهوات والملذات الحِسيّة”، وشبّه من يجعل من اتباع الشهوات والملذات سبيلًا للسعادة بالحيوانات والبهائم.

يشكل السعي نحو السعادة سبب حركة كل الناس، بما فيهم أولئك الذين يقبلون على الانتحار.

الفيلسوف بليز باسكال.

كُتب فَلسفية

يحتوي نادي الفلسفة على عدد من الكتب الإلكترونية المتخصصة في علم الفلسفة، مثل كُتب الفيلسوف نيتشه وما كُتب عنه، والكتب الجامِعية والمَدرسية أيضًا في ذات المجال. ويقدم شروحًا لنصوص الفلاسفة القدامى عبر العصور المتتالية، مثل شرح فرانسيس بيكون عن “أوهام العقل البشري“، الذي من خلاله نفهم أن للعقل البشري أربع أنواع من الأوهام تحاصره وتتحكم بطريقة تفكيره:

• أوهام القبيلة: أو العامة والمشتركة، التي من خلالها يظُن الإنسان أنه الكائن الأسمى والأهم.
• أوهام الكهف: الأوهام الذاتية والخاصة بكل فرد، وتتعلق بما يقرأه ويتعلمه ممن حوله.
• أوهام الجماعة: أو أوهام السوق، وهي التي تتعلق بالناس وبتواصلهم مع بعضهم البعض.
• أوهام المسرح: وهي التي تسربت من مُختلف المذاهب والعقائد الفلسفية المختلفة.

وفي شرح نصٍ لابن خلدون، يذكر فيه أهمية وضرورة الاجتماع البشري، أن الإنسان كائن مدني بطبعه مهما حاول نكران ذلك وادعى قدرته على العيش بمفرده.

فالإنسان لكي يعيش يحتاج إلى الغذاء، ولكي يَحصل على الغذاء يحتاج إلى زرع القمح والعناية به، وحصده وتجفيفه ثم طحنه وعجنه، وكل هذا الجهد لا يكون مُنفردًا ويحتاج التعاون بين البشر والعمل سويًّا لتحقيقه.

تأثر علم الفلسفة عبر العُصور بمُختلف التغيرات الحاصلة في الأنظمة، والتي أثرت في طُرق تفكير الفلاسفة. بذلك أصبح علمًا واسعًا لا حصر له، ولا يُمكن حصرُه في مقال صغير وكلمات محدُودة، لهذا أُنشئ نادي الفلسفة ليُضم داخله شرح لنصوص الفلاسفة وتوضيح لأهمية التفكير الفلسفي في حاضرنا.